أحمد بدرة |يكتب…
أساليب توطين صناعة ألواح الطاقة الشمسية في مصر
تعد مصر في الآونة الأخيرة من الدول المستهلكة لألواح الطاقة الشمسية نتيجة التوسع في استخدام الطاقة الشمسية في القطاع الصناعي والمنزلي ومدن الجيل الرابع والطرق والنقل واستصلاح الأراضي الزراعية والعديد من الاستخدامات، لذا تتطلع مصر لزيادة صناعة خلايا الطاقة الشمسية (الخلايا الكهروضوئية).
لا سيما في ظل وجود مدخلات هذه الصناعة في مصر من الرمال البيضاء المنتجة للسيلكون المكون الرئيسي لخلايا الطاقة الشمسية ودخول مصر في مجال إنتاج السيلكون بقوة بالإضافة إلى الأيدي العاملة والخبرة الفنية من خريجي كليات الهندسة والطاقة والكليات التكنولوجية، ووجود السوق المحلي ً لخلايا الطاقة الشمسية. والمتعطش لهذا المنتج والذي يتم استيراده من الصين أكبر دولة في العالم إنتاجا
ويمكن القول إنه من الممكن أن تكون مصر مركز ًا عالميا لصناعة الطاقة الشمسية من خلال إنتاج الخلايا وتغطية السوق المحلي والتصدير بالإضافة الى تعظيم القيمة المضافة من خلال إنتاج الطاقة الكهربائية وتصديرها للدول الأوروبية والأفريقية والعربية، وبذلك يمكن أن تكون هذه الصناعة من الصناعات الجاذبة للاستثمار الأجنبي بالشراكة مع القطاع الخاص والقطاع العام المصري.
ويمكن توطين هذه الصناعة عن طريق ثلاث بدائل وهي:
1- توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية: عن طريق إنشاء مناطق صناعية تعليمية متكاملة (إنتاج السيلكون – خلايا الطاقة الشمسية – البطاريات – ألواح الطاقة الشمسية – عاكسات التيار( ملحق بها مدارس وكليات تكنولوجية
2- توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية واستيراد المواد الخام والمكونات من الخارج (السيلكون – البطاريات لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر) خط تجميع ألواح الطاقة الشمسية
3- توطين صناعة ألواح الطاقة الشمسية واستيراد المكونات من الخارج (خلايا الطاقة الشمسية – البطاريات- عاكسات التيار لجذب االستثمار الأجنبي المباشر)،
البديل الأول
توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية: عن طريق إنشاء مناطق صناعية تعليمية متكاملة إلنتاج (السيلكون – خلايا الطاقة الشمسية – البطاريات – ألواح الطاقة الشمسية عاكسات التيار الإنفرتر) ملحق بها مدارس وكليات تكنولوجية خاصة: وذلك لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر حيث تعمل المناطق الصناعية المتكاملة لصناعة الطاقة الشمسية على إنتاج ألواح الطاقة الشمسية من المكونات الأساسية حتى المنتج النهائي وهذه المكونات تتمثل في إنتاج السيليكون وصناعة البطاريات وصناعة الزجاج ثم صناعة خلايا الطاقة الشمسية ثم صناعة ألواح الطاقة الشمسية المنتج النهائي يحقق هذا البديل ما يلي.
• يتوافق هذا البديل مع توجهات الدولة نحو التوسع في استخدام الطاقة المتجددة وتوطين الصناعة وجذب االستثمار الأجنبي المباشر
• كما يحقق أهداف استراتيجية الطاقة المستدامة لعام 2035 والتي تهدف إلى زيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، حيث من المقرر أن يصل إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى %42 من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة عام ،2035 مقارنة بـ %20 عام .2022
• خفض قيمة واردات مصر من خلايا الطاقة الشمسية ومكوناتها وسد العجز بالسوق المحلي المتعطش لهذا المنتج مما يؤدي إلى توفير تكاليف
الاستيراد والجمارك،
• توفير العملة الصعبة والذي بدوره يرفع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار
توفير خلايا الطاقة الشمسية االلازمة لمصانع تجميع الألواح الشمسية الموجودة في مصر بأسعار منخفضه.
• خفض تكلفة أنتاج خلايا الطاقة الشمسية مما يسهم في خفض أسعار المنتج النهائي لأنه يوفر المكونات والمواد الخام ً مما يقلل من تكلفة إنتاج ألواح الطاقة الشمسية وخفض سعر السيلكون المكون الأساسي لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية محليا في السوق المصري
• خفض تكاليف المحطة الشمسية المنزلية بنسبة لا تقل عن .%50 مما يساهم في التوسع في استخدام الطاقة الشمسية في مختلف القطاعات مما يساهم بدوره في خفض سعر الكهرباء في مصر.
زيادة صادرات مصر من صناعة وإنتاج الطاقة الشمسية حيث يؤدى ذلك البديل إلى تحقيق ميزة تنافسية للمنتج المصري في الداخل والخارج وخاصة السوق العربي والأفريقي المتعطش لصناعة وإنتاج الطاقة الشمسية.
• توفير فرص عمل لخرجين المدارس والجامعات التكنولوجية.
مثال :
قيمة مصنع يقوم بالتصنيع المتكامل للخلايا الشمسية من الألف إلى الياء 65,000,000 خمسة و ستون مليون جنيه مصري بطاقة انتاجية 15,000,000 وات خمسة عشرة ميجا وات سنويا خلايا فقط
قيمة مصنع تجميع ألواح شمسية لنفس مصنع الخلايا المذكور أعلاه لتصبح ألواح شمسية جاهزة للاستخدام 25,000,000 خمسة و عشرون مليون جنيه مصري بطاقة انتاجية 15,000,000 وات خمسة عشرة ميجا وات سنويا
بدون تكلفه الارض و المبني و التراخيص
سعر الوات 90,000,000/15,000,000 = 6 جنيهات للوات (حسبة تقريبية بعد الاتصال بمصانع صينية)
البديل الثاني
توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية واستيراد المواد الخام والمكونات من الخارج (السيلكون – البطاريات) لجذب االستثمار الأجنبي المباشر: يعتمد هذا البديل على توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية فقط من خلال استيراد المكونات من الخارج ويحقق ما يلي:
• توفير مكونات الصناعة بجودة عالية من خلال حرية الاختيار من أكثر من مصدر.
• خفض قيمة واردات مصر من خلايا الطاقة الشمسية وسد العجز بالسوق المحلي وتوفير العملة الصعبة والذي بدوره يرفع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار
• توفير خلايا الطاقة الشمسية اللازمة لمصانع تجميع الألواح الشمسية الموجودة في مصر بأسعار منخفضه مما. يساهم في خفض تكاليف المحطة الشمسية المنزلية
• . كما يساهم في التوسع في استخدام الطاقة الشمسية في مختلف القطاعات مما يساهم بدوره في خفض سعر الكهرباء في مصر
• . زيادة صادرات مصر من صناعة وإنتاج الطاقة الشمسية حيث يؤدى ذلك البديل إلى تحقيق ميزة تنافسية للمنتج المصري في الداخل والخارج وخاصة السوق العربي والأفريقي المتعطش لصناعة وإنتاج الطاقة الشمسية
• . توفير فرص عمل لخرجين المدارس والجامعات التكنولوجية
البديل الثالث
توطين صناعة ألواح الطاقة الشمسية واستيراد المكونات من الخارج (خلايا الطاقة الشمسية – البطاريات) لجذب االستثمار الأجنبي المباشر يعتمد هذا البديل على توطين صناعة ألواح الطاقة الشمسية فقط من خلال استيراد المكونات من الخارج ويحقق ما يلي:
• توفير مكونات الصناعة بجودة عالية من خلال حرية االختيار من أكثر من مصدر.
• توفير ألواح الطاقة الشمسية لكل القطاعات السكنية والصناعية والزراعية
• توفير فرص عمل لخرجين المدارس والجامعات التكنولوجية.
التوصيات
• منح أراضي للمستثمرين في مجال صناعة الطاقة الشمسية بكل مراحلها (السيلكون – البطاريات – الخلايا – الألواح – الأنفرترات عاكسات التيار) بأسعار رمزية وتسهيلات في السداد.
• تسهيل التراخيص والتوسع في منح الرخصة الذهبية للمستثمرين في مجال صناعة الطاقة الشمسية.
• إعفاء ضريبي خلال الثلاث سنوات الأولـى من الانتاج لمصانع الطاقة الشمسية
• إعفاء جمركي على خطوط الانتاج ومستلزمات الانتاج.
• تشجيع المنتج المحلي من خلايا وألواح الطاقة الشمسية من خلال استخدامها في مشروعات الدولة في مختلف القطاعات، والتوسع والتوجه نحو السوق الأفريقي.
• توحيد سعر صرف العملة
• خلق بيئة تشريعية وتنظيمية ومؤسسية مواتية في مجال صناعة الطاقة الشمسية، فضلا عنجمع الخبرات عند تنفيذ مجموعة متنوعة من مشروعات الطاقة المتجددة.
• تنويع مصادر التمويل المختلفة مع إعطاء الأولوية لتنفيذ مشروعات صناعة الطاقة الشمسية والتي يتولى القطاع الخاص تنفيذ معظمها.
• تحسين الربط بشبكات الكهرباء في المنطقة العربية إلى أن تصبح مصر نقطة محورية على خريطة الطاقة لتربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.
• تعميم استخدام المنظومات الشمسية النشطة المعتمدة على استخدام الخلايا الشمسية وتوظيفها في المشاريع العمرانية والمعمارية مع تطويرها لما تلعبه من دور هم في توليد الطاقة الكهربائية النظيفة بكفاءة عالية واللازمة لتنميه المناطق عمرانيا خاصه في مصر لما تمتلكه من وفره في نسبه االشعاع الشمس الساقط والذي يتلاءم مع موقعها الجغرافي ضرورة وضع التخطيط البيئي في أولويات الدولة حيث تبنى مخططها على أساس الحفاظ على البيئة مع تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية لما لها من تأثير سلبي على البيئة مع اقتراح منهج تخطيط بيئي متواصل على عده مستويات يشمل على مستوى المحلي والإقليمي والقومي.
• إعداد برامج لترويج الاستثمار في مجال تصنيع خلايا الطاقة الشمسية لاكتساب ثقة المستثمر في إطار بيئة متهيئة لللأعمال وسياسات داعمة لالستثمار، والترويج يكون من خلال المؤتمرات الاقتصادية الدولية وعرض االامكانيات والمقومات المصرية في مجال صناعة خلايا الطاقة الشمسية.