العمل التطوعي .. كلمات لها وقع الراحة والسعادة على آذان من يسمعها، ولم لا؟ وهي وصية الله تعالى لنا على لسان حبيبه _صل الله عليه وسلم_، حينما قال: “اللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه”.
إن الحياة البشرية عبارة عن خليطٍ من التعاون والمشاركة المجتمعية، فالإنسان يحتاج دائماً لمساعدة الآخرين، بقدر احتياج الآخرين له، فلا يمكن للإنسان أن يعيش منعزلاً عن الناس، فليس المجتمعُ غابةً يحاول كل شخص فيها النجاةَ وحده، بل تتطلب غايةُ البقاء، التعاون والمشاركة وخدمة الآخرين وتحقيق أمنياتهم وتطلعاتهم.
ولكن، أليس الوقت حالياً يتطلب الحديث عن أمور أكثر أهمية من الحديث عن العمل التطوعيّ؟، خصوصا في ظل الأزمات المتلاحقة سواءً على مستوي الأفراد أو الدول؟
أقولها وبكل قوة، إن العملَ التطوعيَّ هو السبيلُ المثالي لحل ولو جزء من الأزمات التي تواجه الأفراد والمؤسسات، بل والدول أيضاً، ولكن كيف السبيل لتحقيق ذلك؟
دعونا في البداية نقوم بتعريف العمل التطوعي، إن العملَ التطوعي هو الذي لا يهدف للربح، بحيث يكون عملاً خالصاً لله عز وجل، بعيداً عن الرياء والمصلحة، والذي ينتج عنه بالتبعية تحقيق مصلحة ما للمواطنين، سواء كانت مصلحة عامة أو مصلحة شخصية.
إذاً، في ظل الأزمات الحالية من غلاء الأسعار، وقلة الموارد، وأزمات الوقود العالمية، وكساد عجلة الإنتاج، إما لقلة المواد الخام، أو لغياب الأيدي العاملة الماهرة…..، وغيرها من الأزمات التي أدت بالتبعية لزيادة معدلات الفقر، وعجز الدول والمؤسسات عن توفير كافة احتياجات أعضائها ومواطنيها، من هنا تلوح في الأفق فكرة العمل التطوعي، والتي تساعد على رفع بعض الأعباء عن كاهل الدولة، مما يساعد الدول على توجيه بعض مواردها لجهات ومصالح أخرى، لا يمكن تحقيقها بالعمل التطوعي.
ولكن ما هي أشكال العمل التطوعي؟ وهل يتطلب أن أكون عضواً في مؤسسة، حتي أستطيع المشاركة في الأعمال التطوعية؟
الإجابة بكل صدق، هي “لا”، فالعمل التطوعي تستطيع القيام به سواء بمفردك أو من خلال منظومة، وإن كان بالطبع أفضل من خلال منظومة، لما فيه من حسن التنظيم، وتوزيع الأدوار والمسئوليات على كل أعضاء الفريق.
أما عن أشكال العمل التطوعي فهي كثيرة ومتعددة، فمشاركتك في حل مشاكل قريتك سواء من خلال الجمعيات الخيرية، أو جمعيات تنمية المجتمع، المنتشرة في قرى مصر كلها، أو من خلال الأحزاب السياسية، سواء كانت هذه المشاركة بالمال أو بالمجهود أو بالوقت، فهي بالتأكيد أعمال تطوعية عظيمة.
ولنا في تجارب الآخرين العبرة والعظة، ففي قرى كثيرة يتجمع بعض الأصدقاء لإنشاء جمعية خيرية، فهذه جمعية لعلاج المرضى، وهذه جمعية لرعاية الأيتام، وأخرى لوحدات الغسيل الكلوي، وأخرى لحضانات الأطفال….. وهكذا، ويساهمون بأموالهم ومجهوداتهم في إنشاء هذه الجمعيات، مما يحفز الآخرين على المساهمة والتبرع لهذه الجمعيات، تخيلوا معي في عدم وجود هذه الجمعيات، لكان لزاماً على الدولة تحمل هذه التبعات مما يثقل كاهلها أكثر وأكثر، في ظل ما نعانيه من الأزمات الراهنة.
إذا فالعمل التطوعي، وإن كان فيه إفادة عظيمة للمجتمع، إلا أنه أيضاً يفيد الشخص الذي يقوم به.
#حزب_العدل#صوت_الطبقة_المتوسطة#العدل_هو_الأمل
